أعلن صندوق التنمية الحضرية، بالشراكة مع شركة مينت للأصول العقارية، عن فتح باب الحجز لمشروع «فسطاط فيو»، المشروع العملاق متعدد المراحل والذي يهدف لتحويل منطقة الفسطاط التاريخية في قلب القاهرة إلى مركز اقتصادي وثقافي مليء بالحركة والأنشطة الاقتصادية والتجارية. و ذلك بقيادة شركة مينت للأصول العقارية، احدى شركات الأهلي صبور للتنمية العقارية، وفقا لـ «إنفستجيت».
يمثل مشروع «فسطاط فيو» جزءًا رئيسيًا وهامًا من الخطة الاستراتيجية لصندوق التنمية الحضرية، الذي يسعى للاستفادة من التنمية العمرانية والحضرية كعامل محفز للتنمية الاقتصادية المستدامة. بإجمالي استثمارات تصل إلى 6 مليارات جنيه، يشغل المشروع مساحة 30 فدانًا ويتألف من مزيج من الوحدات السكنية والفندقية والتجارية والإدارية، وتم تنفيذ 40% من الأعمال الإنشائية به حتى الآن، ومن المقرر تسليم المرحلة الأولى منه عام 2025، بحسب البيان الصادر في 16 يوليو.
وتستهدف مبادرة تطوير منطقة الفسطاط التي تتميز بتاريخها العريق، تحقيق سلسلة من الأهداف الاقتصادية الهامة، بما في ذلك زيادة إيرادات السياحة، وتوفير عدد كبير من فرص العمل، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية المستدامة على المستوى القومي.
وفي هذا الإطار، علق المهندس خالد صديق، رئيس مجلس ادارة صندوق التنمية الحضرية، على خطة تطوير منطقة الفسطاط ودور مشروع فسطاط فيو فيها قائلاً: «لقد حققت مصر على مدار الخمسين عامًا الماضية نموًا اقتصاديًا ملحوظًا. إلا أن هذا النمو والإنجازات الاقتصادية والتنموية البارزة واجهتها مجموعة من المشكلات الحضرية، بما في ذلك التعدي على المواقع التراثية الثقافية والطبيعية التي يعود تاريخها لأكثر من 1000 عام، وتهميش دور مراكز المدن».
وأضاف صديق أن خطة أحياء القاهرة تستهدف استعادة الهوية المحلية المميزة لمناطق العاصمة وتحقيق النمو الحضري المستدام من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، كما أكد أن مشروع فسطاط فيو يمثل أحد أهم معالم خطة إحياء الوجه الحضري للقاهرة. مضيفًا ان تلك المنطقة تقع ضمن خطة الدولة للتجديد الحضري وإعادة إحياء الاماكن التاريخية بمنطقة مصر القديمة، والتي اصبح لها رؤية شاملة وخطة موضوعة منذ اكثر من 7 سنوات تشمل تطوير مشروع سور مجرى العيون، ومنطقة الخيالة وحدائق الفسطاط والآن مشروع الفسطاط فيو، ومن المقرر ان تضم الخطة تطوير منطقة عزبة خير الله.
أشار صديق أيضًا إلى أن الاعتماد على الشراكات بين القطاعين العام والخاص لإعادة أحياء مراكز المدن الهامة يمثل جانبًا رئيسيًا من هذه الخطة، ويتضمن ذلك تنفيذ مجموعة من الممارسات المستدامة وضمان مشاركة المواطنين في تنفيذ الخطة، انطلاقًا من سعي مصر لإنشاء مجتمعات متماسكة ونابضة بالحياة، وتقديم نموذج متطور لإدارة المدن في المستقبل.
من جانبه علق المهندس أحمد صبور، رئيس مجلس الإدارة و العضو المنتدب لشركة الأهلي صبور على التعاون مع صندوق التنمية الحضرية قائلًا:” ان شركة مينت تأتي في الأساس كإمتداداً لاستراتيجيتنا في الأهلي صبور، والتي تركز على خلق كيانات وشركات مستقلة تسهم في تقديم خدمات وحلول متنوعة ومبتكرة تساعد المطورين العقاريين على تخطي أية عقبات قد تواجههم في خلق مجتمعات نابضة بالحياة في جميع أنحاء مصر، وذلك يساعد بالتأكيد على دعم سوق التطوير العقاري في مصر وخلق كيانات عقارية مستقرة وثابتة في وجه جميع التحديات.
وأضاف صبور أن الشراكة بين شركة «مينت للأصول العقارية» وصندوق التنمية الحضارية تضمن توفير العديد من المزايا الاستراتيجية من بينها تحقيق التوافق التام بين شكل وتصميم المشروع مع نماذج التنمية الحضرية للمنطقة بالكامل في المستقبل، بالإضافة لذلك، سيوفر المشروع تجربة معيشية متميزة، فضلًا عن تحقيق عوائد استثمارية قياسية، بما يتماشى مع رؤيتنا الاستراتيجية لمستقبل منطقة الفسطاط كوجهة رائدة للاستثمار والسياحة والترفيه».
وأكد صبور أيضًا على أهمية الدور الذي تلعبه شركات إدارة الأصول في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحالية في مصر، مسلطًا الضوء على دور هذه الشركات في تحسين العوائد الاستثمارية وإدارة المخاطر وضمان النمو المستدام، ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال تيسير إقامة مشاريع البنية التحتية وتوفير العديد من فرص العمل وتعزيز النمو المجتمعي، مما يجعل وجود شركات الأصول العقارية ضرورة لتحقيق الأهداف المالية والاجتماعية طويلة الأجل.
ومن الناحية الاستراتيجية، يتوافق مشروع «فسطاط فيو» مع مهمة وأهداف مينت للأصول العقارية لتقديم منتجات عقارية متميزة تتماشى مع التطورات الحضرية الضخمة والسريعة التي تشهدها مصر، مع التركيز على تعزيز مبادئ المدن الذكية والاستدامة.
يضيف الدكتور تامر عرفان، الرئيس التنفيذي للاستثمار والتمويل الأهلي صبور و رئيس مجلس إدارة شركة «مينت للأصول العقارية»: «يتوافق مشروع فسطاط فيو تمامًا مع مهمة «مينت للأصول العقارية» لتقديم حلول عقارية مبتكرة واستثمارات تخلق قيم مضافة في مجال تطوير الأصول العقارية. إنّ الموقع الاستراتيجي لمشروع فسطاط فيو وتنوع أنواع وحداته وقربه من المحاور والطرق الرئيسية تجعل منه فرصة استثمارية متميزة في قلب القاهرة».
وفي إطار تعزيز جهود الدولة لتنمية هذه المنطقة، يمثل تطوير حديقة تلال الفسطاط المطلة على مشروع «فسطاط فيو» إضافة هامة من شأنها تحويل المنطقة لوجهة عالمية ذات مكانة دولية.
وتمثل حديقة تلال الفساط أكبر حديقة من نوعها في الشرق الأوسط على مساحة 500 فدان، وتتضمن مجموعة من الخدمات والمنشآت الفندقية الراقية، ومسارح مفتوحة، ومناطق أثرية، وحدائق تراثية.
وبفضل الموقع المرتفع للحديقة، ستتميز بإطلالات رائعة على العديد من أشهر المعالم التاريخية في القاهرة مثل قلعة صلاح الدين والمنارات القديمة لمساجد القاهرة التاريخية، بل وتمتد هذه الإطلالة حتى أهرامات الجيزة. وقد اختار صندوق التنمية الحضرية شركة «Innovo» العالمية – الشعفار، لتصميم المشروع الذي يجمع بين التصميمات الكلاسيكية والمعاصرة، ليعكس روح المنطقة ويؤكد تطلعات مصر الحديثة.
وأكدت عليا النجدي، الرئيس التنفيذي لشركة «مينت للأصول العقارية» بأن مشروع «فسطاط فيو» يمثل فرصة استثمارية فريدة من نوعها، حيث تشمل المرحلة الأولى منه 7 عمارات بإجمالي مبيعات تتخطى مليار جنيه و من المستهدف ان يتخطى اجمالي مبيعات المشروع 10 مليارات جنيه. يتضمن المشروع مجموعة من المنشآت ووسائل الراحة التي سيستفيد منها قاطني المشروع، هذا بالإضافة لموقعه المتميز حيث يقع مباشرة امام حدائق تلال الفسطاط، أكبر حديقة في الشرق الأوسط. أضافت عليا أيضًا أن هذا المشروع الطموح وموقعه الاستراتيجي يؤكد التزامنا بتنفيذ استثمارات عقارية مستدامة وعالية القيمة.
يضم فسطاط فيو 1412 وحدة سكنية كاملة التشطيب ، مول تجاري ، وحدات إدارية، وشقق فندقية، كما يضم مرافق ومنشآت متنوعة مثل المسجد، وجراجات، منطقة العاب للأطفال، ملاعب رياضية و جيم و حضانة للاطفال ومساحات خضراء، لذلك يعتبر امتلاك وحدة سكنية أو تجارية في هذا المشروع فرصة استثمارية كبيرة نظرًا للمستقبل الواعد للسكن والترفيه والسياحة والتسوق في المنطقة المحيطة.
مشروع «فسطاط فيو» محطة هامة في إطار مبادرة حكومية أوسع لتعزيز مكانة منطقة الفسطاط كمركز رئيسي للاستثمار والسياحة والترفيه في القاهرة، ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تحسين المكانة الاقتصادية للمنطقة وجعلها وجهة رئيسية للاستثمار والتطوير في المستقبل القريب.