افتتح المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم السبت، المؤتمر الدولي للمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، تحت عنوان “النظرة المستقبلية وتحديات التنمية العمرانية.. البناء الأخضر الذكي والمستدام بين الحاضر والمستقبل”، بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المركز، وبحضور نخبة من الخبرات المتنوعة، وبالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية “IFC”، لمناقشة عدد من القضايا ذات الصلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفى مقدمتها البناء الأخضر والمستدام، وفقًا لـ «إنفستجيت».
وقال المهندس شريف الشربيني: طبقاً للتقديرات العالمية، تمثل المباني إحدى القطاعات الرئيسية للعمران المسئولة عن زيادة استهلاك الطاقة بنسب تزيد عن 34 % وبالتالي زيادة الانبعاثات الكربونية، ولذا تتضافر الجهود الدولية من أجل الوصول إلى مجتمعات مرنة مستدامة، من خلال تنفيذ العديد من المبادرات الدولية ذات الارتباط بالبناء الأخضر الذكي، حسبما أفاد البيان الصادر في 14 من ديسمبر.
وأكد وزير الإسكان، أن مصر وضعت ملف التنمية الحضرية فى مقدمة اهتماماتها التنموية ضمن رؤية شاملة “رؤية مصر 2030″، حيث تضمن الهدف الأول من الأهداف الرئيسية لتلك الرؤية، الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري، وتحسين مستوى معيشته، بما يتماشى مع أهداف الأجندة الحضرية الجديدة، وأهداف التنمية المستدامة 2030، خاصة الهدف الـ11، والذي يدعو لجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة، وآمنة، ومرنة، ومستدامة.
وأشار الوزير، إلى أن الدولة المصرية اطلقت مجموعة من الاستراتيجيات والمبادرات الوطنية من أجل البناء الأخضر المستدام، وبناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية، وآخرها الاستراتيجية الإطارية للتحول إلي العمران والبناء الأخضر، والتي أطلقها فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المنتدى الحضرى العالمى، حيث تتبنى هذه الاستراتيجية مجموعة من محاور العمل الرئيسية ومنها البناء الأخضر، وذلك تحقيقاً للرؤية الاستراتيجية لمصر، وتماشياً مع الجهود العالمية والالتزامات الدولية.
وأوضح المهندس شريف الشربيني، أن الاستراتيجية الإطارية للتحول إلي العمران والبناء الأخضر، استهدفت خارطة طريق لتنفيذ عدد من الإجراءات التخطيطية والتمويلية والمؤسسية، وصولاً إلى إدارة بيئية صحية في البناء تعتمد على كفاءة استخدام الموارد والطاقة والتوافق مع البيئة، لتمكين الدولة من الحفاظ على الموارد، وانعكاس ذلك إيجابياً على الوضع الاقتصادي للمواطن، بما يلبي احتياجاته ويرتقي بجودة حياته، ويحقق الترشيد من نمط وتكاليف استهلاكاته، ويتوافق ذلك مع أهداف مبادرة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي”بداية جديدة”.
وأضاف الوزير: أطلقت وزارة الإسكان أيضاً بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية خلال مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، مبادرة المدن المرنة والتي تتضمن 5 محاور عمل رئيسية، يختص أولها بـ “البناء الأخضر”، وقد شاركت الوزارة خلال مؤتمر المناخ بالعاصمة الأذرية (باكو) في إعادة تفعيل هذه المبادرة، ووضع إطار تنفيذي لها، بمشاركة 3 دول (الإمارات العربية المتحدة – أذربيجان – البرازيل).
واستطرد المهندس شريف الشربيني، فى كلمته قائلاً: تعد تكنولوجيا المباني الخضراء واحدة من الحلول الأكثر فعالية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تقدم التكنولوجيا الحديثة أدوات وتقنيات تساعد على كفاءة استخدام الموارد وتقليل النفايات والتلوث بما يسهم في تطبيق مبادئ العمارة والبناء الاخضر.
وأكد وزير الإسكان، أن الدولة المصرية نجحت ضمن سياسة الإسكان القومية فى تنفيذ أكثر من 1.5 مليون وحدة سكنية لمحدودى ومتوسطى الدخل منذ عام 2014 وحتى الآن، لمواجهة الطلب المتزايد علي الإسكان، مضيفاً: حان الوقت لتكثيف الجهود من أجل تحفيز المنظومة العقارية في مصر نحو البناء الأخضر من أجل بيئة عمرانية مستدامة.
ونوه المهندس شريف الشربيني، إلى أن وزارة الإسكان استهدفت ضمن خطة عملها في الفترة القادمة حتى عام 2030 تنفيذ عدد من مشروعات البناء الأخضر، وبالفعل جار تنفيذ عدد من مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق تلك الأهداف، هذا بالإضافة إلى الخطة الحالية نحو طرح مجموعة من الحوافز المختلفة لتشجيع المنظومة العقارية للتحول نحو البناء الأخضر.