لا شك أن مصر تعد واحدة من أهم المناطق في الشرق الأوسط للاسثمار العقاري، ويرجع ذلك إلى عوامل عديدة مثل: موقعها الاستراتيجي والتصميمات الحديثة، والإطلالات الجذابة، وغيرها؛ بل وأصبح الساحل الشمالي بشكل خاص الوجهة الاستثمارية الأفضل في السوق العقاري المصري، من قبل الأفراد والمستثمرين، حيث تشهد حركة البيع والشراء بسوق العقارات المصيفية، إقبالا كبيرا خاصة على الوحدات الجاهزة، بالتزامن مع فصل الصيف، وعودة شريحة كبيرة من المصريين العاملين بالخارج.
وتوقع عدد من الخبراء العقاريين أن تشهد السوق المصرية ارتفاعًا لافتًا في المبيعات بمشروعات الساحل الشمالي خلال الصيف الحالي 2023، في ظل إطلاق توسعات جديدة لبعض المطورين، إلى جانب استمرار ظهور مراحل أخرى بالمشروعات القائمة، إضافة إلى الزيادة المنتظرة في أسعار البيع.
حيث صرح شريف حمودة، رئيس مجلس إدارة شركة «جي في للاستثمارات» لـ «إنفستجيت»، أن الشركة نجحت في تحقيق المستهدف البيعي خلال صيف 2022 بقيمة تتخطي المليار جنيه، وتستهدف تحقيق 2 مليار جنيه خلال صيف 2023.
كما أفاد محمد الدهان، الرئيس التنفيذي لشركة «سيتي إيدج» للتطوير العقاري، في تصريحات خاصة لـ«إنفستجيت»، أن الشركة حققت مبيعات بنسبة نمو 73% خلال صيف 2022 مقارنة بعام 2021، وذلك انعكاسا لما تم تطويره على أرض الواقع من إنجازات في التنفيذ.
وأشار إلى أن الشركة تستهدف زيادة مخزونها من الأراضي خلال عام 2023، وذلك من خلال شراء أراضي في شرق وغرب القاهرة، وكذلك زيادة استثماراتها في المشروعات القائمة في الساحل الشمالي، والمنصورة الجديدة، والشيخ زايد، وتهدف الشركة الي زيادة مبيعاتها بنسبة 20% خلال 2023.
حوافز الحكومة للمستثمرين
وتسعى الحكومة بشكل كبير لتشجيع الاستثمار، وإزالة جميع المعوقات أمام المستثمرين، ودمج القطاع الخاص في مشروعات واستثمارات الدولة، حيث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بإعداد مجموعة من التعديلات التشريعية اللازمة للتغلب على القيود المتعلقة بتملك الأراضي، وتسهيل تملك الأجانب للعقارات في مصر، والسماح لغير المصريين بتملك العقارات دون قيود، وذلك بعدما كان مسموحًا بتملك عقاريين فقط.
كما تمت الموافقة على التوسع في إصدار الرخصة الذهبية، والنظر في عدم قصرها على الشركات التي تؤسس لإقامة مشروعات استراتيجية أو قومية.
بالإضافة إلى سرعة إنهاء تعديلات قانون تحويل الأرباح للشركات القابضة والشركات التابعة، بما يضمن تخفيف الأعباء الضريبية وتجنب الازدواج الضريبي، وذلك لتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي.
كما أصدر رئيس الوزراء مجموعة من القرارات للتيسير على المطورين، وهي مد المدد الزمنية لمشروعات التطوير العقاري بنسبة 20% إضافية من المدة الإجمالية نفسها الموجودة، مع ترحيل الأقساط المستحقة على المطور لنفس هذه المدة.
والموافقة على تخفيض الفائدة الإضافية التي تفرض من قِبل وزارة المالية إلى 1%، والتي كانت تساوي 2% إضافية.
الدولة مطور أساسي بالساحل الشمالي
علاوة على ذلك، دخول الدولة كمطور عقاري رئيسي في منطقة الساحل الشمالي هو السبب الأساسي وراء الرغبة في الاستثمار، والإقبال الكبير في الوقت الحالي على الحجز والشراء، كما أن نقل تبعية الـ707.000 فدان بالساحل الشمالي الغربي إلى ولاية هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة؛ كان أهم المحاور الجاذبة للاستثمار، الأمر الذى يترتب عليه توحيد جهة التعامل وسرعة تخطيط وتنمية هذه الأراضي، وإنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة على غرار مدينة العلمين الجديدة.
مشروعات متنوعة بالساحل الشمالي.
وتتنوع المشروعات بالساحل الشمالي من قبل شركات التطوير العقاري، حيث أطلقت شركة «مباني إدريس» مشروعها الجديد «كون»، والذي سيقام على مساحة 447.657.5 متر مربع برأس الحكمة بالساحل الشمالي، باستثمارات تصل لحوالي 6 مليارات جنيه، ضمن خطة الشركة التوسعية في مشروعاتها المختلفة.
حيث كشف المهندس محمد إدريس، رئيس مجلس إدارة الشركة، أنه من المخطط بدء الإنشاءات في الربع الرابع من عام 2023، وتسليمات المرحلة الأولى خلال 4 سنوات، منوهًا أن منطقة الساحل الشمالي شهدت طفرة عمرانية قوية خلال الفترة الأخيرة.
كما أصدر الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية قراراً وزارياً رقم 275 لسنة 2023، بتخصيص قطعة الأرض الواقعة لشركة «مدار»، لإقامة مشروعها الجديد « أزهى نورث« بمنطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي على مساحة 250 فدانًا، حيث يتضمن المشروع وحدات سكنية، وفندقية، وتجارية، وواحدا من أكبر وأكثر الفنادق رفاهية.
كما أطلقت شركة «مزيان» للتطوير العقاري، مشروع «رمال الساحل الشمالي» بمنطقة رأس الحكمة، على مساحة 63,000 متر مربع، وكشفت عن خطتها لطرح أكثر من مشروع بنفس مستوى التميز خلال الفترة المقبلة، وذلك في أكثر من موقع بالساحل الشمالي، والعين السخنة، ومرسى علم.
وأطلقت شركة «كيو» للتطوير العقاري، أولى مشروعاتها بالساحل الشمالي بمنطقة سيدي عبد الرحمن تحت اسم «كيو نورث»، في أكثر الأماكن تميزًا في الساحل الشمالي على مساحة 100 فدان، مع وجود خطط دفع منافسة وبجدول زمني لبداية التسليمات بعد 3 سنوات ليكتمل تسليم المشروع بعد 4 سنوات.
كما أعلنت شركة «مصر إيطاليا العقارية» بيع جميع وحدات المرحلة الأولى من مشروعها الجديد «سولاري (Solaré)« رأس الحكمة، وذلك خلال الساعات الأولى من الإعلان عن إطلاق المشروع، والتي شهدت إقبالًا كبيرًا من العملاء، أدى الى تخصيص وبيع المرحلة الأولى بالكامل، بإجمالي مبيعات تعاقدية وصلت الى 2.4 مليار جنيه لـ 320 وحدة بالمشروع.
إلى جانب ذلك، وقعت شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار «سوديك» عقد شراكة مع شركة «الصافي» للتطوير العقاري، لتطوير 440 فدانا بالساحل الشمالي، حيث يمثل ذلك ميزة إضافة لمشاريع «سوديك»، مستفيدة من نجاح مشروع «سيزر»، ويشمل المشروع أكثر من 400 وحدة سكنية، بالإضافة إلى إطلاق مشروع «June» الذي يتم تطويره على مساحة 285 فدانًا والذي تم إطلاقه في 2021.
وأعلنت «ماونتن فيو» للتنمية والاستثمار العقاري، التعاقد على تطوير أرض جديدة بالساحل الشمالي، بمساحة 200 فدان في الكيلو 179 على ساحل البحر المتوسط، لإقامة مشروع بمفهوم جديد للسكن الثاني تحت اسم مشروع «LVLS».
ويعد المشروع الجديد امتدادًا مشروع «ماونتن فيو رأس الحكمة»؛ الذي يضم أكثر من 1,500 عائلة، وتم إطلاقه لأول مرة عام 2007 ويتضمن أيضًا منطقة مخصصة للقطاع التجاري، وعدد من المنشآت التنموية الأخرى، ويتضمن «ماونتن فيو رأس الحكمة» عدة مراحل تم إطلاق آخرها للبيع عام 2022 تحت اسم «EVIA» وحققت تلك المرحلة نجاحًا كبيرًا، حيث تمكنت الشركة من تحقيق مبيعات 3.6 مليار جنيه خلال يومين فقط من إطلاق تلك المرحلة، بإجمالي مبيعات بلغت 4.9 مليار جنيه خلال موسم الصيف 2022.
مشروعات الساحل الشمالي أرخص سعرًا
في هذا السياق، نوه المهندس أحمد أهاب، عضو لجنة التطوير العقاري بجمعية رجال الأعمال المصريين، والرئيس التنفيذي لشركة «مدار»، في تصريحات خاصة، إلى وجود عنصر جذب مهم لاستثمار الأشقاء العرب والخليجين وإقبالهم على شراء وحدات وفيلات بالساحل الشمالي، لأنها رغم ما تتميز به من عناصر جذب قوية؛ إلا أن أسعار العقارات بها تعد الأرخص سعرا، في ظل انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار في الفترة الأخيرة، وهذا أعطى ميزة تنافسية للساحل الشمالي، مقارنة بشراء أي عقار مماثل في دول أخرى.
و اقترح المزيد من التسويق لهذه المنطقة عالميا، من خلال البورصات السياحية المختلفة بدول العالم، مثل بورصة برلين ولندن السياحيتين، وكذلك معرض الفيتور في أسبانيا، ومهرجان السياحة والسفر في دبي، وغيرها، وذلك بمشاركة شركات السياحة وأيضا شركات التطوير العقاري بالمناطق والمدن السياحية بمصر.
وشدد على ضرورة التوسع في إقامة وتنظيم المعارض العقارية خارجيا، بمشاركة الشركات العقارية والمطورين المصريين، لعرض مشروعاتهم المختلفة والترويج لها، وتسليط الضوء على المميزات التي تقدمها الدولة المصرية للذين يتملكون عقارات بمصر متعلقة بالإقامة والتأشيرات والجنسية، وما إلى ذلك.
مهرجان العلمين 2023.
مهرجان العلمين 2023
ويشكل مهرجان «العلمين 2023» فرصة هامة للترويج لمدينة العلمين الجديدة، وجذب الزوار والمستثمرين للاستثمار فيها، ويتضمن المهرجان العديد من الفعاليات المتنوعة، التي تشمل الرياضة، والمسابقات الترفيهية، والمعارض الفنية، والحفلات الغنائية لنجوم مصر والوطن العربي والعالم.
حيث أكد المهندس أحمد أهاب، عضو لجنة التطوير العقاري بجمعية رجال الأعمال المصريين، والرئيس التنفيذي لشركة «مدار»، أن وجود إقبال كبير من الأشقاء العرب على شراء وحدات بمدينة العلمين الجديدة، والساحل الشمالي هذه الفترة، نتيجة لتسليط الضوء على المنطقة بشكل كبير من خلال الفعاليات والمهرجانات التي تتم الآن بالمنطقة.
وأشار إلى أن امتداد الساحل الشمالي بداية من العلمين الجديدة ومرورا بسيدي عبد الرحمن الى منطقة رأس الحكمة؛ يشكل فرصا واعدة للاستثمار هناك في القطاع العقاري، ويجذب المصريين والعرب على حد سواء في التطوير العقاري، فهناك شركات كبرى لها تاريخ تنفذ مشروعات في هذه المنطقة، ومنها شركات عربية خليجية أيضا، تضخ استثمارات بالمليارات في هذه المنطقة، لما تتمتع به من عناصر جذب كبيرة سواء شواطئ متميزة، ومناظر خلابة، وقربها من القاهرة، والإسكندرية، ومطروح.
وأضاف أن منطقة رأس الحكمة على سبيل المثال هناك؛ ينتظرها مستقبل واعد يماثل ما هو موجود بالعلمين الجديدة، وستتحول منطقة رأس الحكمة خلال الفترة المقبلة إلى مدينة سياحية وترفيهية متكاملة من طراز فريد.
فيما أفاد شريف حمودة، رئيس مجلس إدارة شركة «جي في للاستثمارات»، أن مهرجان العلمين الجديدة له تأثير كبير على تشجيع الاستثمار، وجذب العملاء، حيث يستقطب الزائرين من أماكن مختلفة، ويؤهل العلمين الجديدة لتكون مدينة إقامة طوال العام، بالإضافة إلى تحويلها من مدينة مصيفية محلية إلى مدينة عالمية.
وفي سياق متصل، أكد محمد الدهان، الرئيس التنفيذي لشركة «سيتي إيدج» للتطوير العقاري، أن الحكومة المصرية تسعى لتحقيق طفرة حقيقية في عملية جذب وتشجيع
الاستثمار المحلى والأجنبي في مدينة العلمين، ومهرجان “العالم علمين” يعد فرصة رائعة للغاية من أجل جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية لمدينة العلمين الجديدة ومنطقة الساحل الشمالي، خاصة أن المدينة تقدم فرصًا استثمارية كبيرة في مجال العقارات السكنية يمكن للمستثمرين شراء الأراضي وتطوير مشروعات سكنية متكاملة، مثل الفيلات، والشقق السكنية الفاخرة، متوقعا أن يزداد الطلب على العقارات في المدينة، نظرًا لموقعها الجذاب، والتطور السريع.
