افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس بكفر الشيخ، ودعا السيسي القطاع الخاص إلى المساهمة والاستثمار في المشروعات المتعلقة بتعظيم القيمة المضافة من الرمال السوداء في ضوء حجم الاحتياطي الكبير، وكذلك حجم الطلب العالمي المتزايد على هذه المنتجات، وفقًا لـ «إنفستجيت».
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، ويعتبر إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية.
وأضاف راضي أن مصنع الرمال السوداء يهدف أيضًا إلى تحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التي تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية الشاملة.
ويسعى المشروع الصديق للبيئة الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات جنيه والذي تنفذه الشركة المصرية للرمال السوداء، التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، إلى المساعدة في تقليل استيراد المعادن الاقتصادية المستخرجة من الرمال السوداء وتصدير الفائض إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.
وفي هذا الصدد، قال اللواء أركان حرب وليد حسين أبو المجد، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، إن هذه الأسواق تشمل الإمارات العربية المتحدة واليابان والصين وإسبانيا والمملكة المتحدة وهولندا، مضيفًا أن مصر تسعى لاستخراج نحو 76 مليون طن من المعادن الاقتصادية، مستشهدًا بدراسات الجدوى التي أجرتها هيئة المواد النووية المصرية والتي ساهمت في المشروع.
وأوضح أن الرمال السوداء عبارة عن رواسب شاطئية تكونت عند مصبات الأنهار بفعل ظاهرة المد والجزر على مر العصور، وهي تحتوي على نسب عالية من المعادن الاقتصادية التي تدخل في العديد من الصناعات الاستراتيجية المهمة، منوهًا إلى أن مصر تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات من الرمال السوداء على مستوى العالم، يتركز وجودها في محافظات: البحيرة، كفر الشيخ، دمياط، بورسعيد، شمال سيناء، البحر الأحمر وأسوان.
وستساهم مستخلصات الرمال السوداء في الصناعات الحيوية، مثل صناعة السيراميك وكذلك صناعة الخزف والدهانات، وصناعة هياكل الطائرات والسيارات، وكذلك الصناعات الإلكترونية والتكنولوجية المتنوعة.
وقال السيسي في كلمته، خلال حفل الافتتاح، إن الدولة ترحب بمشاركة القطاع الخاص في مشروع الرمال السوداء، داعيًا الشركات الخاصة لإنشاء مصانع لاستخراج الرمال السوداء أو الشراكة مع الحكومة في هذا الصدد، وأكد السيسي أن دراسات الجدوى أكدت وجود احتياطيات كافية من الرمال السوداء والطلب العالمي على المعادن المستخرجة.
وأضاف السيسي “إذا كانت هناك تدفقات مالية بقيمة 20-30 مليار جنيه من القطاع الخاص، سيكون هناك اثنان أو ثلاثة أو أربعة مصانع [الرمال السوداء] في غضون عامين”، كما دعا السيسي كبرى شركات التطوير العقاري والمقاولات والشركات العاملة في مجال الثروة المعدنية للمساهمة في مشروع الرمال السوداء، مشيرًا إلى أنه سيتم تصدير المعادن المستخرجة.
وأفاد رئيس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بأن مشروع الرمال السوداء في كفر الشيخ يوفر تصدير 100 مليون دولار ويوفر استيراد بقيمة 50 مليون دولار.
وتهدف مصر إلى الاستفادة المثلى من رواسب الرمال السوداء على طول الشريط الساحلي الشمالي، الممتد على مسافة 400 كيلومترًا من مدينة رفح في شمال سيناء إلى أبو قير في الإسكندرية، كما توجد أيضًا في برنيس على ساحل البحر الأحمر وبحيرة ناصر في جنوب مصر، وفقًا للفيلم الوثائقي «رمال من ذهب»، الذي تم عرضه في حفل الافتتاح.
ويمتد مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء في كفر الشيخ على 80 فدانًا ويضم 6 مصانع لفصل المعادن عن الرمال السوداء، ويساهم المشروع في توفير 5,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، تشمل المعادن المستخرجة من الرمال السوداء الزركون والإلمنيت والروتيل والماجنتيت، بالإضافة إلى المونازيت، الذي يحتوي على مواد مشعة.