اختتمت «إنفستجيت» فعاليات اليوم الرابع والأخير للأسبوع الرقمي في الـ 22 من يوليو، حيث عقد خبراء وقادة السوق العقاري المصري “جلسة ختامية للتحول الرقمي لسوق العقارات”، بهدف تسليط الضوء على كيفية الاستفادة من الحلول التكنولوجية والذكية في السوق المصري التي أجرتها اللجنة العقارية التابعة لـ «إنفستجيت»، والتي من شأنها الارتقاء والنهوض بقطاع العقارات وإعادته إلى المسار الصحيح، وتعظيم الاستفادة من التقدم التكنولوجي في الخطط المستقبلية للتطوير العقاري.
حيث ناقش المشاركون كيفية تحقيق أقصى استفادة من استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز(AR) والذكاء الاصطناعي (AI) وتقنية Blockchain «بلوك تشين»، التي تم مناقشتها على مدار الـ 3 أيام الماضية في الأسبوع الرقمي لـ «إنفستجيت».
وشارك خلال جلسة اليوم الرابع لـ «الأسبوع الرقمي»، أعضاء اللجنة العقارية التابعة لـ «إنفستجيت» وعددًا من خبراء السوق العقاري في مصر، وهم: المهندس فتح الله فوزي، مؤسس مجموعة «مينا»، بحضور الدكتور أحمد شلبي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «تطوير مصر»، والمهندس عمرو سليمان، رئيس مجلس إدارة شركة «ماونتن فيو»، ونهاد عادل، الرئيس التنفيذي لشركة «KVRD»، والمهندس هشام شكري، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «رؤية»، وعمرو القاضي، عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للعقارات، والمهندس وليد مختار، الرئيس التنفيذي لشركة «إيوان» للتطوير العقاري.
قال الدكتور أحمد شلبي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «تطوير مصر»، إن تطبيق التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز(AR) والذكاء الاصطناعي (AI) يلعب دورًا أسياسيًا في التحول الرقمي لصناعة العقارات، موضحًا أن التسويق الإلكتروني الفعال بالإضافة إلى توافر البيانات التحليلية الكاملة سوف يساهم في الوصول إلى شريحة العملاء المستهدفة.
وتابع أن تطبيق تقنية الـ «بلوك تشين» سوف يعزز من التصدير العقاري ولكن ذلك يتطلب التعاون بين كلاً من الحكومة والمطورين العقاريين، من خلال إصدار التشريعات الخاصة بالبيع الإلكتروني والتوقيع الإلكتروني والعقود الذكية، كما يجب على شركات التطوير العقاري توفير البنية التحتية القوية في مشروعاتها وتوفير المنتج العقاري الذكي والمناخ الاستثماري، مؤكدًا أن كل ذلك سوف يترتب عليه زيادة المبيعات المحلية والدولية.
ومن جانبه، أوضح المهندس عمرو سليمان، رئيس مجلس إدارة شركة «ماونتن فيو»، أن التحول الرقمي في القطاع العقاري المصري أصبح أمرًا حتميًا خاصةً عقب أزمة «كوفيد-19» التي أدت إلى بعض التغييرات في احتياجات العملاء مثل العمل من المنزل، مؤكدًا أن القطاع العقاري المصري لا يقل عن الأسواق المثيلة له في أوروبا والولايات المتحدة.
كما لفت إلى أنه يجب على شركات التطوير العقاري الترويج لمشروعاتها بشكل مختلف ومبتكر في الخارج مما سيعود بالنفع على التصدير العقاري، مشيرًا إلى أن هناك اتجاه عالمي لصناعة “المباني السعيدة” التي تحقق الترفيه والسعادة للعاملين، حيث أن الشركات العقارية أمامها فرصة ذهبية لتطبيق هذا الاتجاه، مشيرًا إلى أن شركة «ماونتن فيو» قامت ببناء أول مبنى سعيد «Heartwork» حيث تشير الدراسات العالمية إلى أن 85% من الموظفين غير سعداء بأماكن العمل.
وأضاف أن الشركة أعلنت أثناء مشاركتها في مؤتمر ومعرض BOMA الدولي، عن مشروع مشترك جديد مع شركة «HD» و «CallisonRTKL»، حيث استطاعت «ماونتن فيو» إقناع الشركتين للتعاون من أجل تطوير مجمع تجاري مدعوم بالذكاء الاصطناعي يعد الأول في مصر.
وقال نهاد عادل، الرئيس التنفيذي لشركة «KVRD»، إن 40% من سوق العمالة في العالم من الجيل (Z)، لذلك يجب على شركات التطوير العقاري الاستفادة من الحلول التكنولوجية لتحقيق التحول الرقمي للسوق العقاري بشكل أكبر، مما سيأثر على التصدير العقاري بالإيجاب في المستقبل القريب، لافتًا إلى أنه يجب استخدام التقنيات الحديثة، خاصة في المدن الذكية، في دراسة مرحلة ما قبل التصميم مثل تحديد أماكن قطع الأراضي المناسبة لضمان استدامة المشروعات العقارية.
كما أكد على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات التفصيلية من خلال الهيئات العلمية والجامعات من أجل النجاح في تحقيق التحول الرقمي، لأن هذه الدراسات سوف توفر المعلومات الكافية عن كل ما يخص التكنولوجيا الحديثة واحتياجات العملاء المتغيرة لتسهيل اتخاذ القرار وتحديد أشكال البناء في المشروعات السكنية والتجارية.
واتفق معه المهندس عمرو سليمان فيما يتعلق بإنشاء كيان أو هيئة محايدة لدراسة السوق العقاري المصري مما سيعزز التصدير العقاري، مشيرًا إلى أن شركة «ماونتن فيو» استعانت بشركة «Rix» لتقييم السوق العقاري المصري بحيادية من أجل تحقيق المصداقية في هذا السوق للعملاء في الخارج، بالإضافة إلى أنها ستعطي الفرصة للشركات العقارية للتعاون مع بعضها البعض، كما أن دراسات الشركة سوف تعطي مؤشرات للمطورين عن الاستثمار في الوحدات السكنية والإدارية كما أنها ستساعد الحكومة في تحديد طرح الأراضي، لذلك تطبيق تقنية الـ «بلوك تشين» سوف تسهل إجراء المزيد من الدراسات.
وفي السياق ذاته، أكد المهندس هشام شكري، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «رؤية»، أن تطبيق الوسائل التكنولوجية الحديثة في صناعة العقارات بمصر سوف يُفيد التصدير العقاري بشكل كبير بالإضافة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية، مؤكدًا أن التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز(AR) تتيح الفرصة للشركات العقارية لجذب العملاء داخل مصر وخارجها.
واقترح أنه من الممكن أن يتم إنشاء منصة رقمية تشمل كافة البيانات التفصيلية الخاصة بجميع الوحدات داخل مصر من أجل الترويج للعقار المصري في الداخل والخارج، لأنه بدون توافر البيانات لن تتم عملية التحول الرقمي بشكل صحيح، متابعًا أن تطبيق تكنولوجيا الـ «بلوك تشين» في مصر مازال أمامه المزيد من السنوات، مؤكدًا أن هذه التقنية سوف تُفيد الحكومة المصرية في تسجيل الثروة العقارية من خلال رصد المعاملات، علاوةً على ذلك، معرفة اتجاه الطلب والأسعار من خلال تحليل البيانات للنهوض بصناعة العقارات.
وأضاف أنه يجب على شركات التطوير العقاري إقناع المشرعين لإصدار القوانين المتعلقة بتطبيق مثل هذه التقنيات، لافتًا إلى أهمية تطبيق الوسائل التكنولوجية الحديثة في كل ما يتعلق بإدارة المرافق والتشغيل الآلي للخدمات داخل المشروعات، قائلًا أنه سوف يتم تطبيق هذه التقنيات خلال الـ 6 سنوات المقبلة.
وطرح عمرو القاضي، عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للعقارات، اقتراحين لتطبيق التحول الرقمي في مصر، الأول هو أن تقوم وزارة الإسكان بعمل ما يسمى بالعملات الرمزية لأصل عقاري واحد على الأقل مثلما حدث في مشروع Aston Plaza في الإمارات العربية المتحدة، وهو أول مشروع عقاري بعملة البتكوين، الذي تم إطلاقه قبل أن توفر الدولة البينة التحتية لتطبيق تكنولوجيا الـ «بلوك تشين»، والثاني هو أن يكون هناك هيئة إدارية تابعة لمجلس الوزراء تضم الوزارات التالية: الإسكان والعدل والمالية والبنك المركزي وعددًا من الهيئات المعنية لتكون هذه التقنيات حيذ التنفيد، مما سيساهم في رفع مؤشر مصر في السوق العقاري العالمي.
وأشار المهندس وليد مختار، الرئيس التنفيذي لشركة «إيوان» للتطوير العقاري، إلى أن تطبيق التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز(AR) والذكاء الاصطناعي (AI) والـ «بلوك تشين» سوف يصب في مصلحة كلاً من الحكومة والمطورين العقاريين والعملاء، مشيرًا إلى أن إصدار التشريعات سوف يساعد الدولة على تحديد الثروة العقارية وحجم المعاملات في هذا القطاع.
وأضاف أن هناك جهودًا تبذلها الحكومة في الوقت الحالي لدعم عمليات الدفع الإلكتروني، ولكنها تحتاج المزيد من الدمج والتنسيق، مقترحًا أن تقوم شركات التطوير العقاري بالتعاون من أجل إنشاء منصة رقمية تشمل جميع الوحدات.
عُقد هذا المؤتمر الافتراضي على مدار 4 أيام منذ 19 حتى 22 يوليو، يوميًا من الساعة 1 ظهرًا. بمشاركة لجنة العقارات التابعة لـ «إنفستجيت» وقادة السوق المحليين والدوليين وخبراء التكنولوجيا.
وجاء هذا المؤتمر الافتراضي برعاية كبار الشركات، وهي: الراعي الرسمي شركة «تطوير مصر»، وراعيا الأسبوع الرقمي شركة «ماونتن فيو»، وشركة «KVRD»، والشريك الإستراتيجي «راود النيل»، والشريك العلمي جامعة النيل، والشركاء الإعلاميين «كايرو 360» و«كايرو جوسيب» و«كلام القاهرة».