من الحلم إلى الواقع: رحلة العاصمة الإدارية الجديدة في معرض «MIPIM 2025»

من الحلم إلى الواقع: رحلة العاصمة الإدارية الجديدة في معرض «MIPIM 2025»

شاركت “إنفستجيت” في فعاليات مؤتمر MIPIM 2025، الذي يُعقد في مدينة كان الفرنسية خلال الفترة من 11 إلى 14 مارس 2025، حيث يعد هذا المؤتمر أحد أبرز الفعاليات العالمية المتخصصة في القطاع العقاري. ويرتكز المؤتمر هذا العام على مفهوم الاستدامة في القطاع العقاري، مستعرضًا أحدث الابتكارات والتوجهات العالمية نحو إنشاء مدن ومشروعات مستدامة، تحقق التوازن بين التنمية العمرانية والحفاظ على الموارد البيئية.

وتأتي مشاركة “إنفستجيت” انطلاقًا من دورها الريادي في تسليط الضوء على التحولات الكبرى التي يشهدها السوق العقاري، وتعزيز الحوار حول آليات تبني الاستدامة كعنصر أساسي في تطوير المدن المستقبلية.

يذكر أن المهندس خالد عباس، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية والعضو المنتدب، شارك في جلسة تحت عنوان “سبع سنوات من الحلم الكبير”، والتي ركزت على المحطات التحوّلية التي مرت بها المنطقة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.

كما شارك في حلقة نقاشية تحت عنوان “العقارات الأفريقية: التوجه نحو التنمية الحضرية المستدامة”، حيث تناولت أبرز القضايا والتحديات التي تواجه هذا القطاع، إلى جانب استعراض أهم الفرص المتاحة وآفاق التطوير المستقبلية.

وخلال الجلسة، أشار عباس إلى أن شركة العاصمة الإدارية تُعَدُّ الأولى من نوعها في مصر التي تمتلك مدينة كاملة، حيث أن جميع المدن الأخرى تتبع الحكومة. منذ انطلاق فكرة العاصمة الإدارية الجديدة، تولت الشركة مسؤولية امتلاك المدينة وتشغيلها وإدارتها. وقد أُعِدَّ المخطط العام للمدينة في عام 2016، وبدأ البناء في عام 2017 عندما كانت المنطقة صحراء قاحلة.

استعرض عباس آخر مستجدات العاصمة الإدارية الجديدة حتى عام 2024، موضحًا أن الحكومة بأكملها تعمل الآن من العاصمة الجديدة، وقد انتقل معظم أعضاء البرلمان إليها، ومن المقرر أن ينتقل مجلس الشيوخ خلال الشهر المقبل، بالإضافة إلى جاهزية مكتب رئيس الجمهورية، وأضاف بأنه قد استضافت العاصمة الإدارية الجديدة العديد من القمم ، كان آخرها القمة العربية الأسبوع الماضي. لقد تحقق الحلم، حيث يعيش الآن أكثر من 15,000 شخص في العاصمة الإدارية الجديدة. ومن المقرر أن نبدأ في أعمال البنية التحتية للمرحلة الثانية نظرًا للطلب الكبير من المطورين في القطاع الخاص، حيث تم تخصيص 70% من الأراضي لهذه المرحلة بالفعل.

عبّر عباس عن فخره بوجود أحد أكبر الأبراج، المعروف باسم «برج الغابة العمودية»، وهو أول برج خالٍ من الكربون في العاصمة الجديدة، حيث سيتم استخدام الطاقة الخضراء لتغطية 25% من احتياجاته من الطاقة. علاوة على ذلك، صُممت البنية التحتية للمدينة لتكون ذكية، مما يقلل من الهدر ويحسن استخدام الموارد مثل المياه. وأكد عباس أن الاستثمار في الاستدامة قد يتطلب نفقات أولية، لكن العوائد على جودة حياة السكان كبيرة، مشيرًا إلى بناء أكبر محطة تبريد مركزي في مصر، والتي ستعمل بنسبة 50% بالغاز الطبيعي.

وفيما يتعلق بالمساحات الخضراء، صرح المهندس خالد عباس بأنه جاري تطوير واحدة من أكبر الحدائق في العالم، تمتد على مساحة تقارب 1,000 فدان، وبالتالي ستوفر هذه الحديقة مساحة نابضة بالحياة للسكان للعيش والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية”. ونوه إلى أن الطلب يأتي في المقام الأول من المصريين، حيث يتجاوز عدد السكان 100 مليون نسمة ويزداد بأكثر من 2.5 مليون نسمة كل عام. وهو ما يخلق فرصًا استثمارية في القطاعات السكنية والتجارية والمكتبية والصحية والتعليمية، من بين قطاعات أخرى.

وفي السياق ذاته، كشف عباس عن سبب بناء العاصمة الإدارية الجديدة، لافتًا إلى أن الزيادة السكانية تمثل تحديًا كبيرًا، ووفقًا لخطة التنمية الاستراتيجية لعام 2050، من المتوقع أن يصل عدد السكان إلى 180 مليون نسمة، مما يتطلب توفير مساكن ملائمة لهذا النمو. وأشار إلى أنه تم دراسة العديد من المدن الجديدة حول العالم، وتوصلنا إلى أن التحدي الرئيسي لها يتمثل في بُعدها عن المدن القديمة، مما يجعل الناس مترددين في الانتقال. في المقابل، تقع العاصمة الإدارية الجديدة على بُعد 50 كيلومترًا فقط من العاصمة القديمة و50 كيلومترًا من محور قناة السويس، مما يُسهّل تطويرها ويشجع الناس على الانتقال إليها.

وأوضح عباس أن الهدف هو بناء مدينة مستقبلية، حيث أن 60% من السكان هم من الشباب. وترتكز الخطة الرئيسية على ثلاثة ركائز أساسية: أن تكون مدينة خضراء، مستدامة، وذكية. ولفت إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة مُدمجة بالكامل مع التكنولوجيا الذكية؛ حيث لدينا مركزان: أحدهما لإدارة البنية التحتية والآخر للسلامة والأمن. وفيما يتعلق بالاستدامة، تساعد البنية التحتية الذكية على تقليل النفايات وتحسين استخدام الموارد، وجميع أنظمة النقل الداخلي صديقة للبيئة

وعلى هامش المعرض، أجرت “إنفستجيت” حوارًا صحفيًا مع المهندس خالد عباس، حيث تناول أهمية مشاركة العاصمة الإدارية في معرض MIPIM 2025، وآخر المستجدات المتعلقة بمشروعاتها، وخلال اللقاء أوضح أن مشاركة العاصمة الإدارية في المعرض للعام الثالث على التوالي تهدف إلى استعراض ما تحقق على أرض الواقع، حيث باتت جميع الفرص الاستثمارية بالعاصمة حقيقة ملموسة، بعد استكمال البنية التحتية بالكامل، مما يتيح لأي مستثمر شراء الأراضي والبدء في تنفيذ مشروعاته مباشرة. وأضاف أن العاصمة تزخر بأنشطة متنوعة، مثل محطات التبريد، التي تمثل فرصة استثمارية واعدة، فضلًا عن المشروعات الترفيهية الضخمة، وفي مقدمتها “النهر الأخضر”، الذي أصبح جاهزًا للتشغيل.

وأكد عباس أن المشاركة في المعرض تعكس التطور المستمر الذي تشهده العاصمة عامًا بعد عام، فضلًا عن الجدية والالتزام في تنفيذ المشروعات، مما يبرهن على أنها ليست مجرد مخططات نظرية، بل مشروعات تُنفَّذ وفق أعلى المعايير.

وفيما يتعلق بمعدلات تنفيذ المشروعات، أشار المهندس خالد إلى أنها تشهد نموًا متسارعًا، حيث يمثل المعرض فرصة مثالية لعرض أولى مخرجات المرحلة الثانية، والتفاعل مع المطورين والمستثمرين لمعرفة متطلباتهم، بما يضمن تلبيتها في المراحل المقبلة. كما أعرب عن اعتزازه بنجاح مشروع العاصمة الإدارية، مؤكدًا أنها أصبحت مقرًا لإدارة الدولة بكامل مؤسساتها، وكان آخر دليل على ذلك استضافة القمة العربية، وهو حدث ضخم يبرهن على جاهزية العاصمة لاستقبال الفعاليات الكبرى في وقت قياسي.

وأشار إلى التقدم الكبير في تنفيذ محطة المياه بالعاصمة، موضحًا أنها مشروع استثماري ضخم تصل تكلفته إلى نحو 40 مليار جنيه، ومن المتوقع الانتهاء منه بحلول نهاية العام الجاري. كما كشف عن خطط مستقبلية لطرح مزيد من الأراضي أمام المستثمرين والمطورين العقاريين خلال الفترة المقبلة.

وحول سبل جذب المستثمرين المحليين والدوليين، شدد عباس على أن التطورات التي تشهدها العاصمة أصبحت واضحة للجميع، إلى جانب التسهيلات التي توفرها الشركة للمستثمرين، مثل إصدار التراخيص من خلال جهة موحدة، مما يعزز من جاذبية العاصمة مقارنةً بمناطق أخرى، ويدفع المستثمرين إلى اختيارها كوجهة مفضلة لمشروعاتهم.

وفي إطار التزام العاصمة الإدارية بمفاهيم الاستدامة، أوضح أن المدينة صُممت لتكون ذكية ومستدامة وخضراء، حيث تعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة 30% في المباني الحكومية، وبنسبة 50% على أسطح المباني السكنية. كما تشمل خطط الاستدامة إعادة استخدام المياه عبر محطة معالجة الصرف الصحي قيد الإنشاء، مع تخصيص أكثر من 15 مترًا مربعًا من المساحات الخضراء لكل مواطن.

وأشار إلى أن العاصمة الإدارية تستهدف تقليل نسبة الهدر في المياه، التي تبلغ حاليًا 27%، إلى ما يتراوح بين 7% و10% فقط، مما يعكس التزام المشروع بمعايير الاستدامة والكفاءة البيئية.

وأضاف أن العاصمة تدار عبر مركز تحكم ذكي موحد، إلى جانب مركز آخر بالتعاون مع وزارة الداخلية، لضمان أعلى مستويات الأمان والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، سواء كانت أمنية أو صحية أو متعلقة بخدمات الإطفاء.

وفيما يتعلق بتطوير منظومة النقل، كشف عباس عن خطة متكاملة لدمج أنظمة النقل الحديثة وربط العاصمة الإدارية بالقاهرة الكبرى، مشيرًا إلى وجود شبكة نقل متطورة تشمل شركة النقل الداخلي الخاصة بالعاصمة، بالإضافة إلى تشغيل القطار الكهربائي بالتعاون مع وزارة النقل. كما لفت إلى أن مشروع المونوريل شارف على الاكتمال، حيث يمثل إضافة نوعية ستسهم في تعزيز الربط بين العاصمة والقاهرة الكبرى.

وأضاف أن العاصمة ستستفيد أيضًا من مشروع القطار السريع، المقرر الانتهاء منه مطلع العام المقبل، والذي سيوفر شبكة ربط متكاملة بين المدن الكبرى، مثل القاهرة والجيزة ، مما يعزز من كفاءة وسائل النقل العام ويحقق تكاملًا بين مختلف المناطق العمرانية.

ختامًا، تعكس هذه التطورات المتلاحقة التزام الدولة بتقديم نموذج عمراني حديث ومستدام، يجعل من العاصمة الإدارية الجديدة مشروعًا وطنيًا طموحًا، قادرًا على استقطاب الاستثمارات وتحقيق رؤية تنموية شاملة.

تسجيل الدخول

Welcome! Login in to your account

تذكرنيفقدت كلمة المرور؟

لا تملك حساب Register

فقدت كلمة السر

Register