أجرت الحوار: شيماء إبراهيم
أجرت «إنفستجيت» حوارًا مع مهند الوادية، الرئيس التنفيذي لشركة «هاربور العقارية» في دبي، التي تأسست منذ 50 عامًا، والملقب بـ «ذئب العقارات»، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للعقاريين بالإمارات، حول المناخ الاستثماري بقطاع العقارات المصري، وأبرز التحديات التي تواجه تصدير العقار في الوقت الراهن، إلى جانب أفضل وسائل الترويج للعقارات المصرية في الأسواق الخارجية، لوضع مصر على خارطة تصدير العقار العالمية، كما تحدث أيضًا عن كيفية تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر والفرص المتاحة بالمشروعات العقارية الضخمة التي تشهدها الدولة حاليًا.
ما هو تقييمك للاقتصاد المصري بشكل عام؟ وهل ترى أن المناخ الاستثماري بقطاع العقارات جاذب للمستثمرين؟
إن الاقتصاد المصري يمتلك العديد من الإمكانيات والفرص الجادة، لذلك هو اقتصاد واعد جدًا، علاوةً على ذلك، لقد أجرينا في شركة «هاربور العقارية» بدبي دراسة مكثفة على السوق العقاري المصري ووجدنا أنه بالفعل هناك مقومات نادرة تتوافر بهذا السوق، غير أن هناك فرصًا عديدة وهامة لأي مستثمر سواء أفراد أو مستثمرين مؤسسيين أو محافظ عقارية مدرجة للاستثمار في هذا السوق.
كيف ترى وضع تصدير العقار في مصر حاليًا؟
إن القيادة السياسية الرشيدة تولي القطاع العقاري اهتمامًا كبيرًا وملحوظًا خلال السنوات الماضية، مما ينبأ بأن القادم أجمل في السوق العقاري، لكن هناك بعض العوامل التي يجب العمل عليها من قبل جميع الأطراف العاملة بالقطاع العقاري، والمتمثلة في الحكومة والمطورين العقاريين وموفري الخدمات لدعم ملف تصدير العقار.
وما هي تلك العوامل التي ستسهم في إنجاح ملف تصدير العقار؟
أولاً: التركيز على توافر بنية تحتية قانونية تشريعية تحمي كافة الأطراف، بالإضافة إلى الاهتمام بتسويق المنتجات العقارية بشكل جيد ودعم كافة المبادرات العقارية، إذ يجب أن يرى العالم تلك المبادرات الرائعة والتطوير العمراني الهائل في مصر في الوقت الحالي، كما يجب أن يكون هناك موفري خدمات على مستوى عالمي لكي يمثلوا بلدًا مثل مصر تمتلك هذا الاقتصاد الضخم.
وثانيًا: يجب ألا تركز الدولة على فكرة تصدير العقار فقط، بل يجب أن تحاول مصر أن تستورد مستثمرين ومشترين من كل أنحاء العالم، وذلك لن يتم إلا من خلال التسويق الذكي والمدروس لكي يتم الترويج لبناء اسمًا تجاريًا لمصر واقتصادها القوي، بجانب التركيز على طريقة ممنهجة وتوافر مبادرات اقتصادية وعقارية، مما يوفر أرضًا خصبة للشركات الاستثمارية.
برأيك، هل تخفيض العملة المصرية سيساهم في تشجيع المستثمر الأجنبي؟
بالطبع نعم، إذ أنه يعد أحد أهم عوامل جذب المستثمرين حاليًا، لأنه يتيح المزيد من الفرص أمام المستثمر الأجنبي الراغب في الاستثمار بالقطاع العقاري المصري، لذلك سيساعد تخفيض العملة في استقطاب مستثمرين أجانب بشكل أكبر، وعلى الجانب الآخر، سيواجه المستثمر المحلي بعض الصعوبات والتحديات على رأسها زيادة التكاليف.
هل ترى أن التحالفات بين المسوقين العقاريين ستساهم في تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر أم لا؟
أنا لدى رأي مختلف بعض الشيء فيما يتعلق بهذه التحالفات، نحن في سوق دبي العقاري كان يوجد لدينا العديد من التحالفات منذ حوالي 8 سنوات، ولكنها للأسف فشلت فشلا زريعًا، لأن هذه الشركات لم يكن لديها استراتيجية عمل واضحة وموحدة.
وما هو الأفضل من هذه التحالفات؟
الأفضل من التحالفات أن تقوم كل شركة تسويق عقاري بالتطوير من نفسها وتطبيق المعايير المهنية العالمية، بجانب تدريب وتأهيل الموظفين لتحسين أداءهم، بالإضافة إلى الاعتماد على التسويق الذكي لبناء الاسم التجاري لمصر والترويج عنها كوجهة استثمارية بشكل عام، فضلًا عن أن هدف المسوق العقاري لابد ألا يكون البيع ولكن مساعدة العميل في الحصول على العقار المناسب له سواء السكني أو التجاري أو الإداري، لأن وظيفته هي “تحقيق أحلام العملاء وليس بيع العقارات”.
ماهي نصيحتك للمشتري والمستثمر الأجنبي؟
أنني أرى أن المرحلة الحالية التي يشهدها القطاع العقاري في مصر تشبه كثيرًا المرحلة التي كانت في دبي منذ 20 عامًا؛ وهي مرحلة التنظيم وتطبيق رؤية واضحة وخطة عمل موحدة، ونصيحتي للمستثمر والمشتري الأجنبي هي “استثمر في بلد بيستثمر في نفسه” واقتنص هذه الفرصة الرائعة، حيث أن هناك طفرة بالمشروعات العمرانية والبنية التحتية علاوةً على تنفيذ عددًا من المدن الجديدة، وعلى رأسها العاصمة الإدارية.
ما الرسالة التي تود أن توجهها للوسطاء العقاريين المصريين؟
يجب على الوسيط العقاري أن يتذكر دائمًا أنه موفر خدمات وليس “بياع”، لذلك يجب عليه أن يتمتع بسمعة جيدة وينتمي لشركة ذات سمعة طيبة، بالإضافة إلى أن مهنة التسويق العقاري لا تحتاج إلى خبرة عملية فقط، ولكن إلى التثقيف الأكاديمي والتدريب، بجانب تطبيق مبدأ التخصص عبر تسويق منتجات عقارية محددة بمناطق معينة.
هل هناك نية لدى شركة «هاربور العقارية» للاستثمار في مصر مستقبلًا؟
إننا في شركة «هاربور العقارية» بدبي، التي تأسست منذ 50 عامًا، نحرض دائمًا على اقتناء الفرص الاستثمارية الجيدة كما أننا حذرين في اختيار المدن والدول التي نرغب في الاستثمار بها، والسوق العقاري المصري يعد الأولوية القصوى لشركتنا حاليًا، لأننا نرى العديد من الفرص الواعدة بمصر، لذلك أنني أنصح كافة الأطراف العاملة بالقطاع العقاري سواء الحكومة أو المطورين أو موفري الخدمات بأنه يجب العمل معًا في تمثيل مصر بالطريقة التي تليق بها لتعريف العالم كله أن مصر هي “أرض الفرص العقارية”.