المرأة تصنع تغييرًا غير مسبوقًا في قطاع العقارات المصري

المرأة تصنع تغييرًا غير مسبوقًا في قطاع العقارات المصري

كتب: سارة محمد – محمود الزهوي

 

إن اقتحام قطاع العقارات لم يكن سهلًا على المرأة إطلاقًا. وعلى الرغم من ذلك، وبالنظر إلى السيناريو الحالي، بدأت حاليًا المهنيات من النساء في جميع أنحاء العالم في تحقيق نجاحات مذهلة في هذا القطاع. لذلك تسلط “إنفستجيت” الضوء على الوضع الحالي للمهنيات في الأسواق العقارية الدولية، ومقارنة سلوكهن وديناميكياتهن في السوق المحلية، مع تسليط الضوء على الفرص المتاحة لهن والآفاق الواعدة للوصول إلى طاولة صنع القرار.

النماذج العالمية

مع ازدياد عدد النساء اللواتي يظهرن شغفهن بالدخول في  سوق العقارات، تعمل الشركات في جميع أنحاء العالم على تغيير السياسات الخاصة بها بشكل كبير من خلال تبني زيادة المواهب النسائية في الأدوار التنفيذية في سوق العقارات.

وعلى سبيل المثال، إن صناعة العقارات الكندية تشهد ازياد عدد النساء في قطاع العقارات. لقد أظهر مسح إدارة العقارات الكندية  بعنوان “2017 من يكون في قطاع العقارات الكندية”، أن الإناث يشغلن 22.5% من 627 وظيفة مدرجة، 22% من وظائف جناح سي، و17% من مناصب مجلس الإدارة.

أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، والتي تتسم بالتوازن في الفجوة بين الجنسين إلى حد ما، لذلك عدد المهنيات أكثر الذكور في قطاع العقارات. وفقًا للتحليل الذي أجرته بوابة القائمة الأمريكية “تروليا” في عام 2017، أن “هناك حوالي 48 % من الإناث أكثر من الذكور في ولاية ساوث داكوتا ونبراسكا. وفي ذات الوقت، هناك 64 % من النساء العاملات في القطاع العقاري أكثر من الرجال في ولاية ميسيسيبي وأوكلاهوما”.

بناءً على خبراتها الواسعة في مختلف الأسواق، أخبرت كيلي كروسبي، مدير العمليات ومالك شركة “كيلر ويليامز” “أنفستجيت”، أنه

“عندما بدأت حياتي المهنية لأول مرة في قطاع العقارات في كندا، اكتشفت أن الإناث تهيمن على هذا القطاع بشكل كبير. إن المرأة  في كندا والولايات المتحدة تحصل على فرص متساوية على جميع المستويات، وهذا ليس هو الحال في الأسواق المدمجة. ومع ذلك، عندما حاولنا أنا وشركائي توسيع امتيازنا إلى بنما، الدولة الناشئة في أمريكا الوسطى، أدركنا أن بيئة العمل مختلفة تمامًا، حيث لا تزال المرأة  محصورة في الأدوار التقليدية، حيث أنها لا تستطيع إدارة شركة أو شغل مناصب قيادية”.

أحدى شركاء كروسبي، وهي الرئيس التنفيذي لفريق “سافوي” في “كيلر ويليامز”، شارلوت سافوي، التي بدأت عملها في قطاع العقارات عام 1998 كعميل، حيث أنها تقدم مثالًا رائعًا للنساء الناجحات في صناعة العقارات العالمية، قالت

“عند النظر إلى سوق الإسكان في الولايات المتحدة، تحصل المرأة على فرص متساوية مع الرجل، ويمكنها بناء أعمال وحياة مدهشة. تبلغ إمكانات الإناث في القطاع العقاري الأمريكي مقارنة بفرص الذكور، حوالي 50/50”.

بالنسبة لوسائل التغلب على عدم المساواة بين الجنسين، تؤكد راشيل ريش، الرئيس التنفيذي المحلي للامتياز في شركة “كروسبي” في “ريالتي إنترناشونال” في أمريكا الشمالية، والشريك المؤسس ومدرب الأعمال في “انتجريتي برفومانس كوتشنج”، أنه يجب على الشركات “تدريب وقيادة جميع الموظفين نحو الهدف الرئيسي، وبالتالي، يجب مكافأة العاملين الذين يعملون على أذكى النتائج وتحقيق أكبر النتائج على هذه البيانات”.

وفي ذات السياق، علقت شاري لينبرجر، مدير التشغيل لمكاتب “كيلر ويليامز” في بالتيمور وبنما: “عندما تبدأ في القيادة، ترى عددًا أقل من النساء يقودن شركات كبيرة في بنما. الاستثناء هو “كيلر ويليامز” حيث أن رئيسها المشارك امرأة، وكان الرئيس السابق وعضو مجلس الإدارة امرأة أيضًا”.

المرأة المصرية في قطاع العقارات

على الرغم من حقيقة أنه حاليًا استطاع عدد أكبر من النساء إثبات قيمتهن في قطاع العقارات في أغلب البلاد، إلا أن الوضع يختلف بالنسبة للمرأة المصرية. حيث أظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن مساهمة المرأة في قطاع الإسكان والتشييد بلغت 13.8 % خلال عام 2017، بمشاركة 14.127  من الإناث فقط في الصناعة، بانخفاض عن 14.556 و 14.887 في عامي 2016 و2017 على التوالي.

ووفقًا لكروسبي، “لقد بدأ سوق العقارات المصري في الظهور في عام 2010، وبالتالي يعتبر سوقًا يمكن للإناث الاستفادة منه بقوة. وعلى الرغم من ذلك، فإن التصورات والمواقف الاجتماعية للبلد تعيق مشاركة المرأة في هذه الصناعة”.

إن من بين النماذج المثالية من النساء في مصر في صناعة العقارات، مها عبد الرازق، مساعد المدير العام لشركة الأولى – التعمير لتمويل الرهن العقاري، التي ناضلت كثيرًا في سوق العقارات الذي يسيطر عليها الذكور، قائلة :

“كإمرأة، كان الناس دائمًا يشجعونني ويحثونني على الإبقاء على وظيفتي كمصرفية بدلاً من اقتحام سوق العقارات”.

وذكرت “عبد الرازق” أنها بدأت في الأساس تجربتها المهنية في الولايات المتحدة، حيث عملت في مجالات مختلفة مثل العمليات، الاكتتاب، المبيعات، البيع بالجملة، وتمويل الرهن العقاري.

وعلى الرغم من ذلك، قالت “عبدالرازق” لـ “إنفستجيت”

إن أصعب التحديات في مسارها المهني ظهرت عندما عادت إلى مصر، حيث أنها شعرت بالفزع بسبب العدد الهائل من الممارسات غير المريحة في سوق العقارات في البلاد.

وتابعت “إن التحول المفاجئ من السوق الناضجة إلى السوق الناشئة جعلني أشعر بالإنزعاج والمسؤولية عن تثقيف الناس من الرجال والنساء، ومساعدتهم على تطوير الفهم الكامل للممارسات الصحيحة في القطاع العقاري”.

وأضافت “لا توجد فرص متساوية للمرأة في سوق العقارات المصري، كما أنني لست متأكدة من السبب. ومع ذلك، عندما تحصل المرأة على فرصة، تنتهزها وتُظهر قدراتها التي لا نهاية لها”.

يذكر أن هناك المزيد من النماذج النسائية، اللاتي أظهرن بالفعل مهاراتهن الإدارية والقيادية في كلًا من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى حرص الحكومة على تمكين المرأة ودفعها للمشاركة الفعالة في المجال الاقتصادي.

 

مستقبل واعد للمرأة في العقارات

كما هو موضح، فإن النشاط النسائي في القطاع العقاري يعتمد اعتمادًا كبيرًا على عوامل مختلفة. وبعض هذه العناصر الرئيسية تشمل حالة السوق، والتصور الثقافي، وحرص الإناث على السعي لتحقيق أحلامهم. وفي هذا الصدد، لا يزال الخبراء يرون أن السوق المصري يبدو واعدًا، على الرغم من الأرقام والإحصائيات غير الملائمة.

وأكدت عبد الرازق، أنه بما أن سوق العقارات جديد، يمكن للإناث الاستفادة منه بسلاسة، حيث توفر العقارات المصرية آفاق مستقبلية مشرقة، قائلة

“لدي دائمًا نظرة متفائلة للمهنيات في السوق المصري، الالتزام والمثابرة هما قيمتان أساسيتان يجب على الإناث تحقيقهم”.

ومن جانبها، قالت سافوي:

“إن نصيحتي الذهبية للمحترفات الشابات هي العمل الجاد، ووضع الاستراتيجية الخاصة بهن، والتركيز على الأنشطة التي ستحقق لهن النتائج المرجوة”.

وختامًا تنصح “إنفستجيت” جميع الفتيات الشابات اللائي يخترن مناصب قيادية في سوق العقارات، أو أي مجال آخر بشكل عام، التركيز على الأهداف الكبيرة ومعرفة كيفية إنجازها.

 

تسجيل الدخول

Welcome! Login in to your account

تذكرني فقدت كلمة المرور؟

لا تملك حساب Register

فقدت كلمة السر

Register