كتب: أحمد يسري، مدير خدمات استشارات الضيافة بـ «كوليرز انترناشيونال» مصر
لقد تم اختيار مصر في يناير الماضي، لتكون الدولة المضيفة لكأس الأمم الأفريقية لعام 2019، وهي البطولة الدولية الأولى لكرة القدم في أفريقيا. يذكر أنه تم اختيار مصر لاستضافة هذه البطولة بدلًا من الكاميرون، التي تم إلغاء استضافتها للبطولة في نهاية عام 2018 ، بسبب التأخر في إنشاء البنية التحتية وأخذ الاحتياطات الأمنية للقضاء على المخاوف الأمنية.
وستكون هذه النسخة من البطولة الأفريقية فريدة من نوعها هذا العام حيث ستقام في أشهر الصيف من يونيو إلى يوليو، بدلًا من التوقيت التقليدي من يناير إلى فبراير. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها 24 فريقًا، بدلًا من 16 فريقًا مقارنًة بالبطولة السابقة. ومن المتوقع أن يكون التغيير في هذه البطولة هو المنافسة لجذب الجماهير العالمية، حيث إن هذ البطولة لن تتنافس بعد الآن مع منافسات دوري كرة القدم الأوروبية القوية، والتي ستنهي موسمها هذا الصيف. ومع ذلك، من المتوقع أن يراقب العديد في الخارج هذه البطولة بالكامل التي ستستمر لمدة شهر، وذلك يعد فرصة كبيرة لتعزيز البلاد!
وتعد المسابقات الرياضية الدولية نقطة محورية لتطوير البنية التحتية في البلاد المضيفة للبطولات الرياضية. عادة، يتم بناء الملاعب أو الساحات الرياضية أو تجديدها، كما يتم تحسين روابط النقل، وإضافة المزيد من الخدمات في الفنادق. وعلى الرغم من ذلك، لقد تم اختيار مصر لاستضافة المنافسة قبل ستة أشهر فقط من انطلاقها، مما يتطلب تطوير البنية التحتية بشكل كبير، لاستضافة بطولة بهذا الحجم، والطبيعي لن يكون هذا ممكنًا. ولكن لحسن الحظ، تم إنشاء البنية التحتية للملاعب في جميع أنحاء البلاد وتم إغلاق عدد من الملاعب المستخدمة للبطولة في شهر فبراير للسماح بأعمال التجديد.
يذكر أن هذه البطولة تمنح مصر فرصة كبيرة لتعزيز السياحة، لكي نُظهر للعالم أن البلاد قد عادت مرة أخرى بعد فترة صعبة. ومن المؤكد أن لجان التنظيم تتبنى هذه الفرصة، ويتضح هذا من خلال قرعة البطولة التي أقيمت في منطقة أهرامات الجيزة العظيمة، مما يعد تغيير من قرعة البطولة الدولية التقليدية، والتي تقام بانتظام في قاعات المؤتمرات أو المسارح.
ومن أجل نجاح استضافة كأس الأمم الأفريقية، من الضروري أن يقوم القائمين على قطاع السياحة بدورهم لضمان تمتع المشجعين الزائرين بتجربة ممتعة وأن يصبحوا سفراء للسياحة المصرية. وفيما يتعلق بالجمهور العالمي الذي يشاهد البطولة من المنزل، سيحافظ “الفريق الثاني” للجميع في مصر على حسن الاهتمام الدولي. وهنا نأمل في بطولة رائعة تظهر للعالم المعنى الحقيقي للضيافة المصرية!