تطور التسويق العقاري في شهر رمضان بشكل غير مسبوق

تطور التسويق العقاري في شهر رمضان بشكل غير مسبوق

يوجد طقوسًا خاصة لشهر رمضان المبارك في مصر، من بينها مشاهدة التليفزيون الذي تتنافس فيه البرامج الترفيهية والمسلسلات لجذب عدد أكبر من المشاهدين. ولقد تطورت البرامج التليفزيونية بشكل كبير عن الماضي، لذلك يعمل أغلب المعلنين على بث إعلاناتهم في أفضل الأوقات خلال شهر رمضان، وعلى رأسهم مطوري العقارات. وعلى الرغم من أن مبيعات العقارات تشهد ركودًا خلال شهر رمضان، لكن حملات التسويق العقاري قد تطورت بشكل كبير وسريع.

وبعد شهر واحد فقط من المعرض العقاري الرائد في العالم “سيتي سكيب مصر 2019″، وقبل بداية الصيف، يوفر شهر رمضان في العام الحالي فرصة ذهبية وتوقيت مثالي لشركات العقارات لكي تصل إلى عدد كبير من العملاء المستهدفين من خلال عدة أساليب مختلفة، بدءًا من الإعلانات التليفزيونية إلى اللوحات الإعلانية في الشوارع والحملات عبر الإنترنت، إلى جانب استراتيجيات التسويق الجديدة التي تم تقديمها مؤخرًا مثل الفعاليات الترويجية.

لذلك تعمقت “إنفستجيت” في حملات التسويق العقاري خلال شهر رمضان في مصر، لمعرفة أجدد التكتيكات والأساليب التي تستخدمها الشركات لكي تحقق أقصى استفادة من الشهر الكريم، كما تحاول “إنفسجيت” استنتاج النتيجة الفعلية لهذه الاستراتيجيات الترويجية، في قطاع الإسكان في ظل التنافس القوي بين مطوري العقارات.

مناهج جديدة وسط منافسة شرسة

نظرًا لأن شهر رمضان يعتبر وقت الذروة للحملات الإعلانية لأغلب العلامات التجارية، يحرص  المطورين العقاريين دائمًا على إنشاء قواعد أو معايير غير معلنة لأنواع الإعلانات التي يتم إنتاجها خلال شهر رمضان.

وفي العام الماضي، ابتعدت شركة “ماونتن فيو”، عن الاتجاه التقليدي للإعلانات لقطاع العقارات، لجلب نوع جديد من المحتوى إلى الإعلانات في المشهد العقاري، الذي اختلط فيه المرح بالغموض. حيث أطلقت الشركة حملة إعلانات تليفزيونية تضم سلسلة من الألغاز الكوميدية وكان أبطالها النجمة دنيا سمير غانم والنجم ماجد الكدواني. وتركز هذه الحملة على المجمع السكني “iCity” الذي يقع في شرق القاهرة. ولقد لاقت هذه الحملة نجاحًا كبيرًا حيث أنها كانت تشمل ألغاز تبلغ جائزتها 100.000 جنيه.

يعد اختيار شركة “ماونتن فيو” للخروج من القاعدة التقليدية للإعلانات بمثابة إنجاز جيد، ولكن اختيار محتوى متعدد الأجزاء يعد أمرًا مثيرًا وجديدًا للغاية. ولقد أشاد العديد  بالحملة الإعلانية لاختيارهم مزيجًا رائعًا من المشاهير. كما تمكنت الحلقات السبع الإجمالية لـ “ماونتن فيو” من جذب أكثر من 2.7 مليون مشاهدة، وفقًا لصفحة يوتيوب الرسمية للشركة.

وبعد التغيير في الاتجاه التقليدي لإعلانات شركات العقارات، بدأت بعض الشركات مؤخرًا في اختيار ما يسمى بأداة “وضع المنتج”، من خلال عرض مشروعاتها العقارية في مختلف المسلسلات التليفزيونية الرمضانية، في محاولة للترويج لمنتجات هذه الشركة وزيادة الوعي بالعلامة التجارية. وبالنسبة لمطوري العقارات، لقد تم انتقاد هذا النوع من الإعلانات في عدد من المسلسلات التلفزيونية لكونها تشبه إلى حد كبير إعلان تجاري طويل، لجذب المشاهدين لشراء العقارات في هذه المشروعات.

وعلى سبيل المثال، اتجهت شركة “بالم هيلز” للتطوير، إلى هذا التكتيك الواعد من الإعلانات. واستضاف المجمع السكني لـ “بالم هيلز” عدد من المسلسلات التليفزيونية في رمضان. وفي عام 2017، تم استضافة مسلسل “لا تطفئ الشمس” في بالم هيلز قطامية. وفي عام 2016، تم تصوير مسلسل “فوق مستوى الشبهات” داخل بالم هيلز القاهرة الجديدة، و مسلسل “سقوط حر” في “بالم باركس” في مدينة السادس من أكتوبر.

واتبع كلًا من شركة “ماونتن فيو” و شركة “إعمار مصر” هذا الأسلوب من الدعاية لمشروعاتهما في مجمع “ماونتن فيو هايد بارك” و”أب تاون كايرو” من خلال مسلسل “ريح المدام” و “ظل الرئيس” في رمضان الماضي.

وعلى الجانب الآخر، مازال يفضل بعض المطورين العقاريين الأساليب المختلفة في الحملات الإعلانية، وذلك عندما يتعلق الأمر بسباق التسويق في  شهر رمضان، لكي يتجنبوا حالة الزخم في الإعلانات التجارية. وفي العام الماضي، استضافت شركة “إيوان” للتطوير العقاري الدورة الرمضانية الثانية لكرة القدم في واحد من أرقى مشروعاتها السكنية “جيرا”. وفي كل ليلة، يذهب الأطفال والكبار إلى ملعب كرة القدم في المجمع ويلعبون كفريق واحد للفوز بجائزة البطولة، وبذلك أصبح “جيرا” وجهة العديد من الأشخاص بعد الإفطار.

كما نظمت شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار “سوديك” في عام 2017، بالتعاون مع مؤسسة “أتليتيكو مدريد مصر” أول بطولة رمضانية سنوية، والتي أقيمت في نادي “سوديك” الرياضي. ولقد حصل الفائز بالمركز الأول على جائزة كبرى بقيمة 20.000 جنيه.

وبما أن رمضان هو شهر التجمعات العائلية، ومشاهدة المسلسلات، يفضل بعض مطوري العقارات استضافة سلسلة من الخيام الرمضانية لإضافة القليل من التألق إلى الروتين اليومي للمصريين خلال الشهر الكريم.

 

التسويق العقاري في العام الحالي

على الرغم من أن الغرض من الحملات الإعلانية يختلف من مطور عقاري لآخر، إلا أن شهر رمضان يحتفظ بمكانته كموسم ترويج رئيسي، وهذا العام ليس استثناء، حيث ينضم عدد كبير من مطوري العقارات إلى سباق 2019، من خلال حملات التسويق التقليدية التي تشمل الإعلانات التليفزيونية واللوحات الإعلانية في الشوارع، أو إنشاء أفكار إبداعية جديدة.

ولقد فاجأت مجموعة طلعت مصطفى، المشاهدين في شهر رمضان بحملة إعلانية رفيعة المستوى تضمنت أغنية للمطربة السورية الشهيرة أصالة، للترويج لمشروعها الضخم “مدينتي” ولقد واجهت الحملة موجة من السخرية من الجمهور على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

كما قدمت شركة “أليكس ويست” إعلانًا تجريبيًا مدته 60 ثانية تقوم ببطولته المغنية التونسية لطيفة، للترويج للمجمع السكني الراقي والإعلان عن إطلاق المرحلة الثالثة من مبيعات الوحدات.

كما قام كلًا من “معمار المرشدي”، و”لاند ديفيلوبرز”، وغيرهم من المطورين العقاريين بتقديم أفكار بسيطة وحديثة في الحملات الإعلانية في محاولة لإثبات وجودهم في السوق والاستفادة بشكل جيد من الموسم الرمضاني.

وقال عمر شوكت، مدير الاتصالات التسويقية لشركة “أكام” للتطوير لـ “إنفستجيت” إنه يؤمن بشدة بالتأثير الفعال في الاستعانة بالمشاهير في الإعلانات التليفزيونية لجذب اهتمام الجمهور.

كما كشف أن شركة “أكام” تعتزم الاستعانة بنجم شهير في الحملة التسويقية لمجمع “سيناريو” خلال شهر رمضان.

وعلى الرغم من ذلك، قالت لينا التازي، مديرة التسويق بشركة “إيوان” للتطوير:

“إن استراتيجيتنا لا تتضمن الإعلانات التليفزيونية، حيث أن مشروعاتنا عبارة عن مجمعات تجارية بشكل أساسي تهدف إلى جذب فئة معينة من العملاء”، موضحة أنه “وسط فوضى إعلانات رمضان، يجب على المطورين اختيار نوع الإعلان الذي يبعث رسائلهم بسهولة ويتناسب مع عملائهم أيضًا”.

وقالت ساندي طارق، مدير التسويق في “هايد بارك” للتطوير، إن الإعلانات التليفزيونية لا تناسب سوى مجموعات معينة من العملاء، خاصة مع الأشخاص الذين يميلون إلى بث محتوى التليفزيون على مختلف المنصات الرقمية والإعلانات عبر الإنترنت.

بالنسبة للعديد من المطورين العقارين، أصبح هناك نهج جديد و هو رعاية الفعاليات كأسلوب تسويقي مفضل، وذلك نتيجة  قدرتها على استهداف جمهور أكبر بدقة ضمن قطاع معين من السوق.

خلال شهر رمضان هذا العام، أكدت “جيتز” للتطوير، رعايتها لـ ZAD Tent، التي تقام في فندق شيراتون القاهرة. في حين كشفت “أكام” للتطوير عن خططها لعقد خيمة رمضانية لجمع عملائها وتزويدهم بالمعلومات التي تتعلق بالمشروعات الحديثة التي يتم تنفيذها حاليًا في مجمع “سيناريو” في العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى مجمع آخر في العاصمة الجديدة أيضًا، والذي من المتوقع إطلاقه خلال شهر رمضان.

أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات العقارية

إن إنفاق الشركات العقارية على الأنشطة الترويجية خلال شهر رمضان في السنوات القليلة الماضية بمبالغ مالية كبيرة، يتماشى بالطبع مع المسؤولية الاجتماعية، خاصة مع انتشار روح الشهر الكريم في جميع أنحاء البلاد وخلق بيئة مواتية للأعمال الخيرية والشركات فيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية.

وبالتوازي مع جهود الحكومة، وسياسات المسؤولية الاجتماعية للشركات، قام العديد من المطورين العقاريين بضخ مبالغ كبيرة من الأموال في المشروعات والفعاليات الخيرية الكبرى لصالح رد الجميل للمجتمع خلال شهر رمضان. حيث أطلقت “بالم هيلز” للتطوير حملة للمسؤولية الاجتماعية للشركات في عام 2016، أطلق عليها اسم “إحياء الروح المصرية”، لتجديد بعض القرى الفقيرة في صعيد مصر وتحسين نوعية الحياة في هذه المناطق الفقيرة.

وعلى الجانب الآخر، اختار بعض المطورين الشراكة مع المنظمات الخيرية المعروفة لضمان التأثير الحقيقي، على سبيل المثال، شركة “إيوان” للتطوير، التي كانت راعية لسحور خيري لجمع التبرعات السنوية الثالثة لمؤسسة أهل مصر في ماريوت مينا هاوس في رمضان 2018، وكان عائدها بالكامل موجه مستشفى الحروق.

بالإضافة إلى ذلك، بعد أن نجحت “إنفستجيت” في ترسيخ موقعها كشركة رائدة في المشهد العقاري المصري، فإنها تستعد لأول سحور خيري في القطاع العقاري “باب العز”، الذي يضم عددًا هائلًا من مطوري العقارات، وتوجيه عائدات الفعاليات الخيرية لدعم مرضى الجذام.

وبمجرد الإعلان عن هذه المبادرة، نالت اهتمامًا كبيرًا بين رواد السوق  العقاري، الذين أكد بعضهم على الفور مشاركتهم، وأظهروا استعدادًا حقيقيًا للتبرع بالمساعدات النقدية لرد الجميل للمجتمع.

رمضان يخلق التنمية الإبداعية في التسويق العقاري

إن العديد من الصناعات تتباطأ خلال شهر الصيام، وخاصةً سوق العقارات. حيث يتم عقد القليل من المؤتمرات، كما تتراجع وتيرة مبيعات العقارات واستفسارات الإيجارات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن المشاركة في سباق الإعلانات  الرمضاني لا يعني تأثيرًا فوريًا على المبيعات، بل أنه يمهد الطريق لظهور المطورين العقاريين بين عملائهم والجمهور المستهدف، ثم تترجم إلى صفقات شراء.

أن ما يميز إعلانات الشركات العقارية رمضان الحالي، أنها فتحت مجالًا للتطوير الإبداعي، حيث أن الأداء القوي لسوق التليفزيون خلال شهر رمضان يعد بمكاسب كبيرة لمجموعة من الصناعات، وخاصة قطاع العقارات. وفقًا لدراسة حديثة أجراها “إجابة ماركت ريسيرش”، فإن معدلات مشاهدة التليفزيون المصري ترتفع بنسبة ساعة كاملة، في المتوسط ​​، خلال شهر رمضان.

وختامًا، يسعى أغلب المطورين إلى المشاركة في سباق الإعلانات في رمضان، كما أن هناك بعض الشركات التي تتخذ من الشهر كماراثون لجذب المشترين والحفاظ على المشروعات والتطورات التي يتم تسويقها.

يشار إلى أن هذه الحملات والاستراتيجيات التسويقية لشهر رمضان ستستمر في التطور من موسم إلى آخر، في محاولة لزيادة تفاعل المشاهدين، وإمتاعهم من خلال الإعلانات المبتكرة.  

 

تسجيل الدخول

Welcome! Login in to your account

تذكرني فقدت كلمة المرور؟

لا تملك حساب Register

فقدت كلمة السر

Register