«ميبيم 2023»: الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري

«ميبيم 2023»: الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري

ترجمة: أمل عبدالوهاب

يعد مؤتمر «ميبيم» العقاري، وهو الحدث العقاري الأكبر عالميًا من حيث عدد المشاركين وممثلي الدول والذي تستضيفه مدينة كان الفرنسية، دائمًا بمثابة اختبار حاسم للسوق.

ومن المقرر أن تفوق النسخة الحالية من المؤتمر الذي ينطلق في الفترة من الـ 14 إلى الـ 17 من مارس 2023، نسخة العام المنصرم والتي عادت فيها الاجتماعات وجهًا لوجه بعد غياب. هذا وسوف يشارك في هذا الحدث نحو 73 من إجمالي 100 أفضل مدير استثمار في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء المديرون يديرون أصول تبلغ قيمتها 3.9 تريليون يورو.

وفي نسخة عام 2022 من المؤتمر، كان الناس يتساءلون إذا ما كانت الحياة ستسير على خطاها التي عهدناها. وبينما يتجه العالم نحو الاستدامة، بات لزامًا مناقشة الحلول الصحيحة وفهم القطاعات المرتبطة بالاستدامة مثل قطاعي الطاقة والنقل.

ومن هذا المنطلق، يتبنى المؤتمر العقاري برنامجًا يحمل عنوان «الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري» لتعزيز الجهود نحو خفض الانبعاثات الكربونية. هذا البرنامج هو واحد من أصل 6 برامج جديدة سيتم إطلاقها في مؤتمر «ميبيم 2023» وتم تنظيمه من جانب معهد الأراضي الحضرية جنبًا إلى جنب مع المجلس العالمي للأبنية الخضراء ومجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة.

وفي هذا الصدد، عقدت «إنفستجيت» حوارًا مع نيكولاس كوزوبيك، مدير مؤتمر «ميبيم» لمناقشة الموضوع الرئيسي للمؤتمر في نسخته الحالية وهو «الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري».

  • لماذا وقع الاختيار على موضوع «صافي الانبعاثات الصفري» في نسخة المؤتمر الحالية؟ وماذا يعني ذلك لك الآن ومستقبلًا؟

نظرًا لأن القطاع العقاري يطمح لتحقيق صافي انبعاثات صفري، يهدف مؤتمر «ميبيم» إلى مساعدة العارضين والحاضرين عن طريق تزويدهم بأفضل الممارسات ودراسات الحالة. علاوةً على ذلك، سيسهل مؤتمر «ميبيم 2023» تحقيق الحلول الواقعية التي تتبنى وجهات نظر مختلفة حول هذه القضية المهمة المتمثلة في بناء نموذج عمل مستدام بيئيًا للمستقبل.

وفي هذا العام، خصصنا مساحة تبلغ 400 مترًا مربعًا لمناقشة موضوع «الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري»، وسيضم الموقع معارض وأماكن لعقد مؤتمرات مع التركيز على استعراض طرق عملية لخفض الانبعاثات الكربونية في القطاع العقاري، وكما ستسهم البادرة في بناء شبكة علاقات اجتماعية. يمثل موضوع «الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري» دور مؤتمر «ميبيم» في مساعدة القطاع على التوصل إلى حلول مبتكرة لحل المشكلات التي يواجهها العالم في الوقت الراهن. ويعد «ميبيم» بمثابة فرصة لتسريع عملية إيجاد الحلول؛ إذ يتضمن جلسات مناقشات وجهًا لوجه وقيادة فكرية وفرص تنمية ورأس مال عالمي يسعى لإحداث تغيير. أملنا هو ربط المجتمع العقاري الدولي وإلهامه لبناء مجتمعات للجميع أكثر ازدهارًا واستدامة تصلح للعيش.

لا يمكن للقطاع العقاري العمل في معزل عن باقي القطاعات لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري. ولذا سيقدم «ميبيم 2023» 5 برامج جديدة أخرى من بينها «برنامج البنية التحتية» المعني بتأثير الماء والطاقة ومراكز البيانات ووسائل النقل على تطوير المباني العقارية وكيفية ربطها معًا لحل المشكلات التي يواجهها العالم مثل تغير المناخ. أما «برنامج اجعل الأهداف حقيقة» فسيتضمن محادثات حول حالات الاستخدام والتعاون.

  • إلى أي مدى ترى أن خطط المستثمرين والمطورين العقاريين تراعي ركائز المعايير البيئية والاجتماعية والحكومية؟

لا يوجد مطور عقاري واحد اليوم لا يهتم بسبل خفض الانبعاثات الكربونية. ففي الوقت الحالي، يرى العديد من المستثمرين والمطورين عوامل المعايير البيئية والاجتماعية والحكومية أساسية لإدارة المخاطر وبناء قيمة طويلة الأمد. على سبيل المثال، يصمم بعض المطورين مباني تتمتع بمميزات موفرة للطاقة ويستخدمون مصادر للطاقة المتجددة، في حين يشرع آخرون في بناء مساحات خضراء وتبني إجراءات للحفاظ على الماء.

في رأيي، سوف تنتج فجوة بين الأصول العقارية غير الملائمة والأصول الأكثر استدامة الجاذبة للمستثمرين. ولن تقتصر الأصول ذات القيمة الأكبر على تلك الأصول الكائنة في مواقع مثالية فحسب، بل ستمتد إلى تلك التي تلبي متطلبات مثل إمكانية الوصول وخفض البصمة الكربونية. وفي الوقت نفسه، سيتم استبعاد المباني العقارية التي لا تتوافق مع هذه المعايير؛ ومن ثم لا بد من تطويرها كي تواكب هذه المعايير أو تحويلها. أرى ذلك بمثابة فرصة للقطاع كي يقترب أكثر من تحقيق أهداف الاستدامة، خاصة مع اكتمال العديد من مشروعات التجديد في الأعوام المقبلة. ويتمثل دور «مؤتمر ميبيم» في هذا الصدد في مساندة الشركات العقارية كي تواصل رحلتها في الوصول إلى صافي انبعاث صفري. ولهذا السبب سوف نستمر في تنظيم برنامج «ميبيم» بطريقة تسمح لنا بتسليط الضوء على ابتكارات وأفكار عارضينا ومناقشة المشاكل الرئيسية التي يواجهها القطاع.

  • كيف يمكن لحلول التكنولوجيا والابتكار والمعايير البيئية والاجتماعية والحكومية دعم «الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري»؟

كان من الضروري بالنسبة لنا إفراد مساحة خاصة لمناقشة هذا الموضوع، ولذا أطلقنا «الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري». هدفنا هو جمع الشركات الناشئة والشركات العارضة معًا لمناقشة الخطوات اللازمة للوصول بصافي الكربون إلى مستوى الصفر ولتبادل الخبرات. وتم تنظيم برنامج لمدة 3 أيام لمناقشة هذا الموضوع. هدفنا هو إطلاق حوار يُمكّن الجميع التعاون للتوصل إلى إجابات عملية.

سوف تغطي الحلقات النقاشية لبرنامج «الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري» موضوعات خفض انبعاثات الكربون من البنية التحتية للطاقة والاستثمار في التقنيات منخفضة الكربون وتنفيذ حلول التقنية الحضرية الذكية لتطوير مدن مستدامة وزيادة التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية والتجهيز التحسيني المستدام، إلى جانب قضايا هامة أخرى مثل تنفيذ استراتيجيات بيانات الوصول إلى صافي انبعاثات صفري.

  • كيف يمكننا تنفيذ حلول التقنية الحضرية الذكية لبناء مدن مستدامة؟

رأيت خلال عملي في «مؤتمر پروپل» كيف يمتلك خبراء تكنولوجيا العقارات بعض الإجابات على أكبر تحديات القطاع العقاري، بما في ذلك قضية الاستدامة. وهذا يفسر كيف أصبحت «محطة پروپل»؛ وهي المكان الذي تستعرض فيه شركات التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم أحدث تقنيات القطاع العقاري، جزءًا لا يتجزأ من «ميبيم».

سوف نضفي هذا العام شكلًا جديدًا على المؤتمرات في برنامج «محطة پروپل» ألا وهو حوض السمك. تزيل استراتيجية حوض السمك جميع الحواجز بين الخبراء والجمهور، ما يسمح لأكبر عدد ممكن من الأشخاص بالمشاركة وتبادل الآراء. لتطبيق استراتيجية حوض السمك، يجلس الجمهور في دوائر متحدة المركز حول 4 مقاعد مركزية، ويتم دعوة كل فرد من الجمهور للجلوس على أحدها لبضع دقائق للتحدث وإثراء الحوار. وفي غضون ساعة واحدة، يصبح النقاش دليلًا حقيقيًا على الذكاء الجماعي والثورة الأفقية.

في «محطة پروپل»، سنعقد جلستين باستراتيجية حوض السمك؛ إحداهما ستغطي نماذج المدن الذكية مقابل المدن منخفضة التكنولوجيا، وستعقد هذه الجلسة يوم الأربعاء باللغة الفرنسية، أما الجلسة الأخرى فستعقد يوم الخميس باللغة الإنجليزية؛ حيث سنكتشف سويًا كيف يمكننا تشجيع الحلول الواعدة.

ونظرًا لأن برنامج «ميبيم» يهدف إلى اكتشاف السبل التي تُمكّن التكنولوجيا الحضرية المتقدمة من مساعدتنا في بناء مدن مستدامة، خصصنا العديد من الجلسات لمناقشة هذا الموضوع. ستدار إحدى الجلسات من جانب المتحدثة الرئيسية فيرونيك بيداج، التي تشغل منصب المدير التنفيذي لشركة «نيكستي Nexity». وتهدف هذه الجلسة إلى مناقشة كيف يمكن للمدن تجديد نفسها لتوفير خدمة أفضل لساكنيها وللتكيف مع التحديات الجديدة التي قد تطرأ في المستقبل مثل الأوبئة والاحترار العالمي. ومن المقرر أن تعقد هذه الجلسة ضمن «برنامج آراء القادة» يوم الأربعاء الموافق 15 مارس.

هناك أيضًا جلسة أخرى هامة تحمل عنوان «إعادة إحياء المدن للمستقبل»، وتغطي هذه الجلسة موضوع إعادة الحياة لمراكز المدينة والمدن الصغيرة في بيئة ما بعد الجائحة، وسيدير الحوار هينينج كوخ، المدير التنفيذي لشركة «كومرز ريل آي جي Commerz Real AG».

وفي الحلقة النقاشية، التي تحمل عنوان «بنية تحتية ثورية تدعم تشييد مدن الغد»، والتي تعقد ضمن برنامج البنية التحتية، سيناقش المشاركون استراتيجيات لجذب الاستثمارات وكذا توقعات المواطنين فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية.

ثمة جلسة رئيسية أخرى مهمة، ستقدمها كريستينا جامبوا، والتي تشغل منصب المدير التنفيذي «للمجلس العالمي للأبنية الخضراء World Green Building Council»، مسلطة الضوء على العنصر الاجتماعي في المعايير البيئية والاجتماعية والحكومية. ومن المقرر أن تعقد جلسة «إدراك العنصر الاجتماعي في المعايير البيئية والاجتماعية والحكومية» ظهيرة يوم الأربعاء لمناقشة الدروس التي يمكن تعلمها من الشركات والمدن والدول والمناطق الأخرى لتعزيز المجتمعات.

  • هل العالم على الطريق الصحيح للوصول إلى أهداف صافي الصفر الكربوني بحلول عام 2050؟ وكيف ذلك؟

يعكس مؤتمر «ميبيم» المكانة الحالية للقطاع العقاري وإلى أين يطمح أن يصل. ولذا كان الطلب القوي الذي شهدناه من عملائنا وشركائنا لوضع هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفري محور برنامج العام الحالي مع المعايير البيئية والاجتماعية والحكومية أمرًا مشجعًا للغاية، حتى وإن لم يكن ذلك معلنًا بشكل مباشر في جميع الحلقات النقاشية والمحادثات. هذا يمنحني ثقة بأننا على الطريق الصحيح. هناك رغبة في القطاع للالتقاء في «ميبيم» وإيجاد حلول للوصول إلى صافي انبعاثات صفري.

تسجيل الدخول

Welcome! Login in to your account

تذكرني فقدت كلمة المرور؟

لا تملك حساب Register

فقدت كلمة السر

Register